"الكتيبة 101" ..غرد منفردا فتخلص من أزمات الدراما الوطنية

الكتيبة 101
الكتيبة 101


 

غرد مسلسل "الكتيبة 101" وحيدا هذا الموسم بملحمة هامة للجيش المصري في محاربة الإرهاب الأسود في سيناء، تلك البقعة الغالية من أرض الوطن التي مهما تكاتفت قوى الشر لنيلها لن تقع في إيديهم بفضل سواعد حراس الوطن، حيث دعت الحاجة لتبصير الشعب بما يجهلونه من جهود حثيثة للقوات المسلحة في تطهير أرض الفيروز من العناصر الدامية التي احتلته، خاصة وأن ما يصل إلى المواطن المصري بعض العناوين التي تتصدر الأخبار بأسماء العمليات العسكرية مع بعض التفاصيل المتاح نشرها وقتها.

المسلسل يقدم سلسلة من العمليات العسكرية على أرض العريش في عام 2014 والتي جسدت بطولاتها الكتيبة 101، بما تتضمنه من قوات العمليات الخاصة والضباط والجنود الذين استشهد منهم أعدادا كبيرة وأخرون يعانون إلى اليوم إصابات تلك المعارك، حربا شرسة شهدتها مدينة العريش والشيخ زويد صاغها باحترافية الكاتب إياد صالح، متخلصا من أزمات عدا من الأعمال الدرامية التي انتهجت ملحمات أخرى للجيش المصري خلال السنوات الماضية، فمنح العمل بريقا وجاذبية بعد أن تخطى مشاكل المط والتطويل والتكرار والفلاش باك والجمل الخطابية.

يعد سيناريو مسلسل "الكتيبة 101" من أبرز عناصر العمل لأنه اعتنى برسم الشخصيات والجمل التي تصدر على ألسنة أبطاله، اختصرت الجملة في حوار هادئ لعدد غير قليل من مشاهد المسلسل، حوارات خطابية استخدمها كتاب دراما سابقين أضرت كثيرا العمل الفني، وخلق الكاتب خطوطا درامية مختلفة ومتلاحمة في ذات الوقت، ربما لا تجد منطقا لخط درامي ما إلا أنك لا تملك سوى أن تتابع الحلقات مشدوها ومبهورا بذكاء صانع العمل.

كما رسخ المخرج محمد سلامة موقعه باقتدار من خلال مشاهد قتالية متميزة، فقد كانت المعارك حقيقية تشارك المشاهد في التتبع والقنص والانفجار كأنما يمسك المشاهد الكاميرا بيده داخل ساحة المعركة، مع رسم دقيق لدور كل عنصر من عناصر العمل، واليوم يعد محمد سلامة واحدا من أبرز مخرجي جيله بعد أن تجاوز أخطاء سابقيه في إدارة الأعمال الوطنية، مع دعم كامل من الشئون المعنوية ليخرج لنا عملا متكاملا ممتعا.

لم يشذ عن القاعدة عنصر من عناصر المسلسل من ديكور وإضاءة وموسيقى وتصوير وتمثيل، الكل اجتهد بحب ليخرج عملا يليق برسالته وبجهد رجال القوات المسلحة في الدفاع عن الوطن، رسالة حملها كل مجند وضابط قبل وصولهم إلى أرض سيناء، الوحدة أو الكمين أو الكتيبة مكان مقدس لا تطأه أرجل البطش والاستشهاد دون ذلك أولوية، شاهدنا قتالا حتى الرمق الأخير من جنود وضباط رفضوا تسليم وحدتهم ففجروها دون الخروج منها.

وأشار العمل إلى الدور العظيم البطولي للشعب السيناوي وقدم نماذجا لدفاعهم عن أراضيهم  بعزة ورفعة، وتعاونهم مع رجال القوات المسلحة دافعين بالغالي والنفيس من أبناءهم عن رضى وقناعة، وفي الأداء التمثيلي كان النجوم على قدر المسئولية ونجحوا جميعا في إضفاء الروح الوطنية على العمل، فلم تكن البطولة لنجم أو اثنين فالكل أبطال ملحمة وطنية خاصة جدا.. تحية لجنود الفن الراقي الذي لا ينضب.

ترشيحاتنا